للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن يعمر الأيادي التي أرسلها إلى قومه ينذرهم غزو كسرى إياهم، وقد كتب قبل القصيدة مقدمة شعرية من أربعة أبيات جعلها كالعنوان، وهي١:

سلام في الصحيفة من لقيط ... إلى من بالجزيرة من إياد

بأن الليث كسرى قد أتاكم ... فلا يشغلكم سوق النقاد

أتاكم منهم ستون ألفًا ... يزجون الكتائب كالجراد

على حنقٍ أتينكم، فهذا ... أوان هلاككم كهلاك عاد

أما القصيدة نفسها بعد هذه المقدمة الشعرية فهي العينية المشهورة التي يصف فيها الشاعر حال قومه وضعفهم وتخاذلهم وقوة عدوهم، ثم يبين لهم ما يجب أن يتحلى به من يولونه قيادهم من صفات، ومطلعها٢:

يا دار عمرة من محتلها الجرعا ... هاجت لي الهم والأحزان والوجعا

وهي خمسة وخمسون بيتًا يختمها بقوله:

هذا كتابي إليكم والنذير لكم ... لمن رأى رأيه منكم ومن سمعا

ذلك هو تقييد الشعر الجاهلي، وقد جمعنا ما استطعنا أن نعثر عليه من أدلة عقلية ونقلية تسنده. وقد انتهت بنا كلها إلى ترجيح أن الشعر الجاهلي كان يقيد في صحف متفرقة لأغراض شتى. غير أن هذا كله مرحلة واحدة من مراحل بحثنا نقودنا إلى مرحلة تالية نتحدث فيها عن تدوين الشعر الجاهلي.


١ الشعر والشعراء ١: ١٥٢.
٢ مختارات ابن الشجري: القصيدة الأولى.

<<  <   >  >>