للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحارثي أخو الحماس ورثته ... صدعًا كما صدع الصفاة المعول

ومما يدخل في هذا الباب قصيدة سراقة البارقي، وهو معاصر لجرير والفرزدق، ووجه الشبه بين القصيدتين في تعداد أسماء الشعراء، وذكر طرف من أخبارهم ونقد شعرهم واضح بين وقصيدة سراقة التالية تدل على أن غير جرير والفرزدق من شعراء القرن الأول قد شركوهما في العلم بشعراء الجاهلية ورواية شعرهم مما لا يبلغه إلا الرواة العلماء النقاد الدارسون لهؤلاء الشعراء وشعرهم.

قال سراقة١:

ولقد أصبت من القريض طريقة ... أعيت مصادرها قريب مهلهل٢

بعد امرئ القيس المنوه باسمه ... أيام يهذي بالدخول فحومل

وأبو دواد كان شاعر أمة ... أفلت نجومهم ولما يأفل

وأبو ذؤيب قد أذل صعابه ... "لا ينصبنك" رابض لم يذلل

وأرادها حسان يوم تعرضت ... بردى يصفق بالرحيق السلسل

ثم ابنه من بعده فتمنعت ... وإخال أن قرينه لم يخذل

وبنو أبي سلمى يقصر سعيهم ... عنا كما قصرت ذراعا جرول

وأبو بصير ثم لم يبصر بها ... إذ حل من وادي القريض بمحفل

واذكر لبيدًا في الفحول وحاتمًا ... سيلومك الشعراء إن لم تفعل

ومعقرًا فاذكر وإن ألوى به ... ريب المنون وطائر بالأخيل

وأمية البحر الذي في شعره ... حكم كوحيٍ في الزبور مفصل


١ ديوانه، تحقيق حسين نصار، ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر سنة ١٩٤٧، ص٦٤-٧١.
٢ قرين الشاعر: شيطانه.

<<  <   >  >>