للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا مضينا نحن وراء هذا القول لنحقق صدقه، وجدنا في بعض ما سنورده ما يغنينا عن الإطالة:

قال ابن سعد١ "أخبرنا عبد الملك بن قريب قال: أخبرنا أبو عمرو بن العلاء قال: قلت لأبي رجاء العطاردي: ما تذكر؟ قال: قتل بسطام بن قيس، ثم أنشد بيتًا رُثي به:

فخر على الألاءة لم يوسد ... كأن جبينه سيف صقيل

وقد ولد أبو رجاء هذا في الجاهلية ثم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاب٢، وأسلم بعد الفتح٣، وتوفي في نحو٤ سنة ١١٧.

وقد مر بنا قبل قليل أن أبا طفيلة يروي عمن أدرك الجاهلية، وقد كان أبو طفيلة هذا نحو أبي عمرو بن العلاء في السن٥.

وهذا مسعر بن كدام "المتوفى سنة ١٥٢ أو ١٥٥ -وهو معاصر لأبي عمرو بن العلاء-" يروي عمن أدرك الجاهلية أيضًا. قال عمير بن الحباب، وروى ذلك عنه مسعر، ما أغرت على حي في الجاهلية أحزم امرأةً ولا أعجز رجلًا من كلب، ولا أحزم رجلًا ولا أعجز امرأة من تغلب٦".

وهذا شيخ معمر حضر الجاهلية، ومع ذلك فقد كان ممن استمع إلى جرير وهو ينشد، وجرير عاصر أبا عمرو نصف قرن "مات جرير سنة ١١٠".

كان جرير ينشد أبياته٧:


١ الطبقات ٧: ١٠٠، وانظر المعارف لابن قتيبة: ١٨٩.
٢ ابن سعد ٧: ١٠٠.
٣ خلاصة التهذيب "عمران بن طحان".
٤ الزمخشري، الفائق ١: ٢٦٠.
٥ الإصابة ٦: ١٧١.
٦ البيان والتبيين ١: ٤٠٠-٤٠١.
٧ المرزباني، الموشح: ١٢٥.

<<  <   >  >>