للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيضًا١: الناس يروون أمية بن أبي الصلت القصيدة التي فيها:

من لم يمت عبطة يمت هرمًا ... الموت كأس فالمرء ذائقها

قال: وهذه لرجل من الخوارج:

وكان الأصمعي يرى أن أبياتًا من قصيدة زهير الميمية: "أمن أم أوفى دمنة لم تكلم" ليست له وإنما هي لصرمة بن أنس الأنصاري٢. وكان كذلك يشك في بيت عنترة: "هل غادر الشعراء.." ويدفع أن يكون له٣، ويرى أن أول القصيدة:

يا دار عبلة بالجواء تكلمي ... وعمي صباحًا دار عبلة واسلمي

وقد أنشد أبو حاتم السجستاني بيتًا في عجزه: "والسيف مغمود" فقال الأصمعي٤: هذا الشعر مصنوع، وقد رأيت صانعه.

وأما أبو عبيدة فإن أخباره في هذا الباب لتكاد تضارع أخبار الأصمعي كثرةً من ذلك أنه ذكر خمسة أبيات للحارث بن حلزة في إنكار الطيرة هي قوله٥:

يا أيها المزمع ثم انثنى ... لا يثنك الحازي ولا الشاحج

ولا قعيد أعضب قرنه ... هاج له من مربع هائج


١ الموشح: ٧٨.
٢ المعمرين: ٦٦.
٣ الأغاني ٩: ٢٢٢.
٤ مراتب النحويين ورقة: ١١٢.
٥ الحيوان ٣: ٤٤٩-٤٥٠، الحازي: زاجر الطير. الشاحج: الغراب يشحج.
بصوته القعيد، ما جاء من وراء المرء من ظبي أو طائر، الأعضب: المكسور القرن. تاح: قدر. الحالج: الموت يختلج المرء وينتزعه. رقح: أصلح. الكسع: ضرب الماء على الضرع ليرتفع اللبن فتسمن الناقة أو يسمن أولادها في بطنها. الشول: جمع شائلة، وهي التي أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر فخف لبنها. أغبار: جمع غُبر "بضم الغين": بقية اللبن في الضرع.

<<  <   >  >>