للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يكون الخط العربي توقيفًا علمه الله آدم ثم أصابه إسماعيل بعد الطوفان١، وأن يكون اخترعًا أخذته العرب عن الحيرة، والحيرة أخذته عن الأنبار، والأنبار أخذته عن اليمن٢، أو أخذته عن العرب العاربة الذين نزلوا في أرض عدنان٣، وأن يكون مشتقًّا من الخط الآرامي كما كان يذهب بعض المستشرقين٤، أو مشتقًّا من الخط النبطي كما يذهب المستشرقون اليوم، وهو أرجح الآراء عند الباحثين في هذا الموضوع.

فأصل الخط العربي إذن مرحلة سابقة لبحثنا هذا متقدمة عليه في الزمن، لا نحب أن نضل في تيهها، ونبعد بذلك عن موضوع بحثنا. وإنما الذي يعنينا من كل ذلك أن نصل إلى معرفة أمرين؛ الأول: صورة الحروف التي كان التي كان يكتب بها عرب الجاهلية الأخيرة؛ والثاني: أقصى زمن نستطيع أن نؤرخ به وجود الكتابة العربية في الجاهلية بهذه الحروف التي عرفنا صورها. وسبيلنا إلى معرفة هذين الأمرين أن نتتبع النقوش العربية الجاهلية التي اكتشفت حتى الآن، ونستقرؤها فلعل فيها الخبر اليقين.

وتفصيل ذلك أن المنقبين من المستشرقين قد عثروا على نقوش عربية شمالية: ثمودية ولحيانية ونبطية كثيرة. ولا يعنينا منها هنا إلا النقوش النبطية وحدها.


= ١٢- إبراهيم جمعة، قصة الكتابة العربية، رقم ٥٣ من سلسلة اقرأ.
١٣- طه باقر، أصل الحروف الهجائية، مجلة سومر تموز ١٩٤٥ ص٥٦-٦٠
١٤- ناصر النقشبندي، منشأ الخط العرب وتطوره لغاية عهد الخلفاء الراشدين، مجلة سومر، كانون الثاني ١٩٤٧ ص١٢٩-١٤٢.
١٥- جواد علي، تاريخ العرب قبل الإسلام ١: ١٨٦ وما بعدها؛ ٣: ٤٣٦ وما بعدها.
١٦- بلاشير، تاريخ الأدب العربي ص٧٠-٧٦.
١٧- N. Abbott, the Rise of the North Arabic Script ... , Chicago ١٩٣٩
١ ابن فارس، الصاحبي: ٧.
٢ ابن النديم، الفهرست: ٦-٧، والصولي، أدب الكتاب: ٣٠، والقاموس "جزم"
٣ الفهرست: ٦.
٤ ولفنسون، تاريخ اللغات السامية: ١٧١.

<<  <   >  >>