للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى ابن إسحاق أبياتًا لعلي بن أبي طالب، فأوردها ابن هشام وقال١:

"قالها رجل من المسلمين يوم أُحد غير علي، فيما ذكر لي بعض أهل العلم بالشعر، ولم أر أحدًا منهم يعرفها لعلي".

وكذلك روى ابن إسحاق قصيدة أخرى لعلي يذكر فيها إجلاء بني النضير، فأوردها ابن هشام، وقال٢: "قالها رجل من المسلمين غير علي بن أبي طالب، فيما ذكر لي بعض أهل العلم بالشعر، ولم أر أحدًا منهم يعرفها لعلي".

د- وقد نص في موضع واحد على اسم عالم من علماء اللغة والشعر والأخبار هو أبو عبيدة؛ وذلك أنه أورد قصيدة من اثني عشر بيتًا رواها ابن إسحاق لعمرو بن معديكرب. ثم قال إن أبا عبيدة أنشده الأبيات الثلاثة الأولى منها، وفيها خلاف في رواية بعض ألفاظها، وأنه لم يعرف سائرها٣.

ويحسن بنا أن نختم حديثنا عن ابن إسحاق وابن هشام بذكر طائفة من المآخذ التي استدركها ابن هشام على ابن إسحاق ولم ندخلها في الضروب الأربعة السابقة وهي.

١- يروي ابن إسحق قصيدة لأمية بن أبي الصلت يبكي زمعة بن الأسود وقتلَى بني أسد، ويوردها ابن هشام كما رواها ابن إسحاق ويعقب عليها بقوله٤:

"هذه الرواية لهذا الشعر مختلطة، ليست بصحيحة البناء، ولكن أنشدني أبو محرز خلف الأحمر وغيره، روى بعض ما لم يرو بعض.." ثم يورد القصيدة بهذه الرواية الأخرى صحيحة البناء مستقيمة الوزن.

٢- ويروى ابن إسحاق قصيدة من ثلاثة عشر بيتًا للعباس بن مرداس، وقد


١ السيرة ٣: ١٧٤.
٢ المصدر السابق ٣: ٢٠٦.
٣ المصدر السابق ٤: ٢٣١.
٤ المصدر السابق ٣: ٣٤.

<<  <   >  >>