للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن نسخة السكري بقصائدها ومقطعاتها السبع والستين لا يمكن أن تكون عن بصري أو عن أبي عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء.

والدليل الثاني: هذا النص الصريح الواضح الذي ذكره ابن النديم في معرض حديثه عن ديوان امرئ القيس ورواياته المختلفة، فقد قال١: "وصنعه من جميع الروايات أبو سعيد السكري فجود".

وأما الدليل الثالث: فهو أن السكري -على أخذه عن البصريين- قد كان، فيما يبدو لنا، أميل إلى الكوفيين وأكثر أخذًا عنهم، فهو متفق معهم في المنهج الذي يرمي إلى التوسع في المصادر، والتكثر في الرواية والجمع على ما بيناه في صدر حديثنا عن السكري. ومن أجل هذا نراه أكثر الأخذ عن محمد بن حبيب كما ذكر ياقوت٢. ومحمد بن حبيب روى كتب ابن الأعرابي تلميذ المفضل.

ودليل رابع: فرع للدليل الثالث يدعمه ويقويه، وهو أن الدواوين التي بين أيدينا من صنعة السكري إنما رواها كلها عن محمد بن حبيب الكوفي المذهب، ومنها ديوان حسان بن ثابت٣، وديوان الحطيئة٤، وديوان جران العود٥.

ومن أجل هذا كله -وخاصة من أجل الدليل الأول والثاني- نرجح أن نسخة السكري هذه صنعها من جميع الروايات كما ذكر ابن النديم، وأن معتمد هذه النسخة -لكثرة قصائدها- على الروايات الكوفية، وأنها لا يمكن أن تكون كلها من رواية أبي عبيدة وحده.

٢- نسخة ابن النحاس:

وهي مما صوره -على ميكروفيلم- معهد إحياء المخطوطات العربية


١ الفهرست: ٢٢٣.
٢ إرشاد ١٨: ١١٢.
٣ طبعة ليدن سنة ١٩١٠.
٤ طبعة مطبعة التقدم بتصحيح أحمد بن الأمين الشنقيطي.
٥ طبعة دار الكتب سنة ١٩٣١.

<<  <   >  >>