ممن يعدون أصولًا، وإنما هم جميعًا إما من تلاميذ هذه الطبقة: مثل ابن السكيت وهو كوفي المذهب أخذ عن أبي عمرو الشيباني والفراء وابن الأعرابي، وإما من الجماع الذي جمعوا بين الروايات المختلفة، فرجحوا كفة الكوفيين حينًا مثل: صعوداء والطوسي وابن الأنباري، أو رجحوا كفة البصريين حينًا آخر مثل: السكري والأعلم.
فأين إذن روايات ديوان زهير التي تعد أصولًا؟ لقد أغفلت ذكرها المصادر العربية؛ ولكنها بقيت، مع ذلك، فيما وصل إلينا من نسخ هذا الديوان، أو فيما تضمنته هذه النسخ من إشارات للرواة والروايات. وهذه الأصول لديوان زهير -كما كانت أصول ديوان امرئ القيس- قسمان: أصول بصرية، وأصول كوفية.
الأصول البصرية:
وهي أصلان: رواية أبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي، ورواية أبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي.
٧- رواية أبي عبيدة:
أما رواية أبي عبيدة فلم تُحفظ لنا كاملة، ولم يبق لنا منها إلا قصائد متفرقة ذُكر في مقدمتها أنها من رواية أبي عبيدة، أو ألفاظ في أبيات من قصائد أشير فيها إلى رواية أبى عبيدة كما أشير فيها إلى رواية غيره من العلماء. فقد ذكر الأعلم عند حديثه عن قصيدة زهير:
أبلغ بني نوفل عني فقد بلغوا ... مني الحفيظة لما جاءني الخبر
أن أبا حاتم قال "لم يعرفها الأصمعي، وعرفها أبو عبيدة". وكذلك ذكر عند حديثه عن قصيدته:
أبلغ لديك بني الصيداء كلهم ... أن يسارًا أتانا غير مغلول