للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القصائد المشكوك فيها اثنتي عشرة قصيدة من ثلاث وخمسين وبذلك تكون رواية الكوفيين - في مجموعها- لقصائد زهير إحدى وأربعين قصيدة ومقطعة، وهي تتضمن القصائد التي أوردها الأعلم من رواية الأصمعي وأبي عبيدة، والقصيدتين اللتين اختارهما من رواية أبي عمرو والمفضل.

فإذا عدنا إلى الحديث عن رواية الأصمعي، وجدنا أنها خمس عشرة قصيدة ومقطعة فقط، وذلك أن الأعلم قد أورد -كما مر بنا، وكما سيمر بعد قليل- ثماني عشرة قصيدة ذكر في ختامها أنها رواية الأصمعي، ولكن الأعلم ذكر -في معرض حديثه عن ثلاث من هذه القصائد- أن الأصمعي لم يعرفها وأنه أسقطها من روايته. وبذلك يكون ما صححه الأصمعي، في روايته، من شعر زهير خمس عشرة قصيدة ومقطعة. وقد وجدنا أن هذه القصائد الخمس عشرة كلها مضمنة في القصائد التي رواها علماء الكوفة لزهير، وأن أحدًا من العلماء لم يطعن عليها في صحة نسبتها بشيء، وإن كان ثمة خلاف في نسبة أبيات قليلة من بعض هذه القصائد. وبذلك نستطيع أن نطمئن إلى أن هذه القصائد الخمس عشرة هي التي أجمع الرواة، من البصريين والكوفيين، على صحة نسبتها لزهير، فنتخذها أصلًا صحيحًا لديوانه، ندرسها دراسة فنية تكشف خصائصها وتبين ما فيها من عناصر شخصية الشاعر، لنتخذ من كل ذلك مقياسًا فنيًّا نحتكم إليه في القصائد الأخرى التي رواها الكوفيون، فما انطبق منها على هذا المقياس رجحنا صحة نسبته إلى زهير وضممناه إلى ديوانه، وما لم يستقم منها مع هذا المقياس رجحنا أنه مما نسب خطأ إلى زهير أو وضع عليه.

فإذا ما بحثنا عن الجذور الأولى لديوان زهيرن وجدناها جذورًا عميقة تضرب في القدم حتى لتكاد تتصل بزهير نفسه، ثم تمتد منه خلال القرآن الأول حتى تتصل -في مطلع القرن الثاني- بأبي عمرو بن العلاء، وبحماد الراوية، ثم من

<<  <   >  >>