للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليها ملك هذا المجموع ... محمد محمود بن التلاميذ الشنقيطي المدني ثم المكي، ثم وقفه على عصبته بعده كسائر كتبه وقفًا مؤبدًا، فمن بدله أو غيره فإثمه عليه والله تعالى حسيبه، وكتبه مالكه واقفه محمد محمود سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف. وقد كتبت هذه النسخة من أصل بخط يحيى بن المهدي الحسيني كتبه سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة.

وفي أول الأصل هذه المقدمة كتاب ديوان الهذليين، وهو يشتمل على ثمانية أجزاء: خمسة منها من رواية أبي سعيد عن الأصمعي، وهي الثاني والثالث والرابع والخامس والسابع. ولم نظفر من نسخة رواية أبي سعيد إلا بهذه الخمسة، وضاع الثاني، وهي ثلاثة من نسخة الأصل، ثم وقفنا بعد ذلك على نسخة أخرى ليست من رواية أبي سعيد، وهي كتاب واحد غير مجزأ يخالف نسخة رواية أبي سعيد في الترتيب وفي رواية بعض الأشعار ونسبتها إلى قائليها، فأخذنا ما وجدناه فيها مما ليس في رواية أبي سعيد، وقسمناه إلى ثلاثة أجزاء وهي: الأول والسادس والثامن، وجعلناه تمامًا لهذه النسخة، وألحقنا كل شيء من ذلك بموضعه اللائق به حسبما أمكن، وبالله تعالى التوفيق.

ومع اختلاط هذه النسخة وتداخلها فإن الشرح فيها مختصر موجز، والرواية قليلة لا تكاد تسعف الدارس، وذكر أبي سعيد فيها فيه لبس وإبهام، فهو أحيانًا أبو سعيد السكري، كما في قوله١: "قال أبو سعيد ... وحدثني الرياشي قال: قال الأصمعي ... "، وأحيانًا أخرى أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي، ونستدل على ذلك ممن يروي عنهم، وذلك مثل قوله٢: "وأنشدنا أبو سعيد ... قال: وأنشدنا أبو عمرو بن العلاء"، وكثيرًا ما يورد شروحًا أو استشهادات شعرية يرويها عن أبي عمرو بن العلاء ومثل قوله٣: "وسمعت


١ ديوان الهذليين ٢: ٢٣٦.
٢ المصدر السابق ١: ٢١٥.
٣ المصدر السابق ١: ١٨٧و ٢: ٩٢.

<<  <   >  >>