للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت هذه النقوش إما كتابة عربية وإما علامات وصورًا١.

ب- ومن أنواع الخاتم: الطابع الذي تُطبع وتختم به أوعية الطعام أو الشراب، قال الأعشى٢:

وصهباء طاف يهوديها ... وأبرزها وعليها ختم

ومن أسماء هذا الضرب من خاتم الطعام: الروسم، وهي خشبة مكتوبة بالنقر يختم بها الطعام والأكداس. والرواسيم كتب كانت في الجاهلية٣.

ومن أنواع النقش: الحفر والكتابة على الخشب، فقد رُوي أن أبا سفيان حين أراد الخروج إلى أحد امتنعت عليه رجاله. فأخذ سهمين من سهامه، فكتب على أحدهما: نعم، وعلى الآخر: لا، ثم أجالهما عند هبل، فخرج سهم الإنعام، فاستجرهم بذلك٤!

ومن تمام الحديث على النقش أن نشير إلى موضوع آخر كانوا ينقشونه وهو: شواهد القبور على الحجارة والصخور. وقد مر بنا طرف من ذلك حين تحدثنا عن نشأة الخط العربي، ونزيد عليه ما ذكره ابن النديم٥ من أن حجرًا عثر عليه بمسجد السور عند قبر المريين حينما حسم السيل عن الأرض، وفيه كتابة نقشها أسيد بن أبي العيص تشبه أن تكون شاهد قبر.

بقي موضوع أخير هو كتابة النسب والشعر والأخبار: وقد أخرنا الإشارة إلى هذا الضرب من موضوعات الكتابة؛ لأننا نقصد إلى أن نخصه وحده بحديث وافٍ سنجعله موضوع الباب الثاني.


١ ابن سعد ٦: ٩٦، ١٤٦، وج٧: ٥؛ ويذكر الأستاذ جروهمان أنه عثر على ورقة بردي كتبها عمرو بن العاص نفسه وعليها خاتمه وهو صورة ثور هائج، انظر:
Dr. A. Grohmann, from the world of Arabic papyri, Cairo, ١٩٥٢, p. ١١٥.
٢ ديوانه ق: ٤، ب: ١٠.
٣ لسان العرب والتاج "رسم".
٤ الفائق ٣: ١٩٠.
٥ الفهرست: ٨.

<<  <   >  >>