الأسماءُ إلا وأنت تريدُ الثقيلة مضمرًا فيها الاسم». انتهى.
فإن قلت: فهذا يقتضى أنها إذا كان بعدها الأفعال لا يضمر فيها، ولا تكون المخففة من الثقيلة.
فالجواب: أنه إنما نفي أن تكون التفسيرية التى بمعنى أَىْ، وأما إذا وليها الأفعال فقد تكون التفسيريّة، وقد تكون المخفّفة ويضمر بعدها.
وقولُ الناظم:«والخَبَر اجعلْ جملة من بعد أَنْ»، يريد أن الخبر إما أن يكون جملة اسميّةً أو فعلية، فإن كان جملة اسمية فاجعلها بعد الحرف من غير اشتراط فعلٍ. هذا معنى قوله:«من بعد أَنْ» أَىْ: على الإطلاق، كقول الله تعالى:{وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ}. وقرئ في غير السبع:{والخامِسَةُ أَنْ غَضَبُ اللهِ عليها إِنْ كانَ مِنَ الصّادِقينَ}. وفي السبع:{والخامِسَةُ أن لعنةُ اللهِ عليه إِنْ كَانَ مِنَ الكَاذِبينَ}. وفي الشعر ما أنشده سيبويه من قول الأعشى:
في فِتْيَةٍ كسُوفِ الهِنْدِ قد عَلِمُوا
أَنْ هالِكٌ كُلٌّ من يَحْفَى ونتعلُ
فإن قيل: مقتضى هذا الكلام التزامُ عدمِ الفصلِ بين إن وهذه الجملة، وأن لا يجوز الفصلُ وذلك غير صحيح، بل الفصلُ بالأدوات جائز؛ فأنت تقول: