أخذ يتكلم في نوني التوكيد، الشديدة والخفيفة، وما يلحق الفعل معهما من الأحكام.
وابتدأ بالتعريف بهما، وبكونهما مختصين بالفعل.
فأما اختصاصهما بالفعل فنبه عليه قوله:"للفعل توكيد بنونين".
يريد أن التوكيد بهما مختص بالفعل. وأشعر بذلك تقديمه المجرور، لأن التقديم مؤذن بالاختصاص كقوله:{إياك نعبد وإياك نستعين}، معناه: ما نعبد إلا إياك، وما نستعين إلا إياك.
وما ذكره من الاختصاص صحيح، وقد تقدم به في "باب الكلام وما يتألف منه" أن النون من معرفات الفعل ومن خواصه في قوله:
بتا فعلت وأتت ويا افعلي ... ونون أقبلن فعل ينجلي
وما جاء على خلاف ذلك فشاذ لا يقاس عليه، نحو ما أنشده ابن جني: