الْإِمَالَةُ
اَلْأَلِفَ الْمُبْدَلَ مِنْ يَا فِي طَرَفْ ... أَمِلْ، كَذَا الْوَاقِعُ مِنْهُ الْيَا خَلَفْ
دُونَ مَزِيدٍ أَوْ شُذُوذٍ، وَلِمَا ... تَلِيهِ هَا التَّأْنِيثِ مَا الْهَا عَدِمَا
الإمالة اصطلاحا أن تنحو بالألف نحو الياء وبالفتحة نحو الكسرة
طلبا لتناسب الصوت بينهما أو إشعارا بما هو طالبٌ بالتناسب، وذلك أنه قد
يكون بين بعض الحروف تناسب وقد يكون بينهما تباعد فيزيلون من ذلك
التباعد بعضه ليتناسب الصوت؛ فالألف والياء متباعدتان في الصوت لانفتاح
الألف وانسفال الياء، فالألف تطلب أعلى الفم والياء تطلب أسفله، فنَحَوْا
بالألف نحو الياء ليكون ذلك أقرب لما بينهما وأنسب وكذلك الفتحة والكسرة هما
كالألف والياء فأمالوا الألف نحو الياء ليجري الصوت على تناسب. ونظير
هذا الصادُ والدال، هما من حروف طرف اللسان فهما متقاربتان في
المخرج إلا أنهما متباعدتان في الصفات فالصاد حرفٌ مستعلٍ مُطبق
مهموس رخْو والدال بخلاف ذلك فكرهوا التباعد في جميع هذه الصفات مع
تقاربهما في المخرج فأشربوا الصادَ صوت الزاي ليكون وسطا بينهما في
التناسب لأن الزاي توافق الدال في الانسفال والانفتاح والجهر وتوافق
الصاد في المخرج. فالألف والياء متقاربتان أيضا في اللين وفي المخرج لأن
[١٢٩]