فصلٌ في زيادة همزةِ الوصل
هذا الفصل ألحقَه بفصل حروف الزيادة لأن همزة الوصل مزيدة على
حروف الكلمة إلا أنها عندهم ليست بزيادةٍ مبنية عليها الكلمة كهمزة
أخرَج وأكرَم بل هي مأتيٌّ بها لعارض يعرض للكلمة من سكون أولها ليبتدأ
بها متحركةً لأن العرب لا تبتدئ بساكن فإذا استُغني عن تلك الهمزة
بوصلِ متحرِّكٍ بذلك الساكن سقطت إذ لا حاجة إليها ولذلك بوّب عليه
سيبويه في غير أبواب التصريف وهذه الترجمة تُشعر بعدِّها من الحروف
المزيدة ألا تراه قال «فصلٌ في زيادة همزة الوصل» فجعلها مما يُزاد في
الكلمة وهذا إنما يطلق في العُرف على ما كان من نحو همزة أفعَل وحمراءَ
ونحو ذلك ووجهُ ما فعَل من هذا الإلحاق بالمزيد أنه قد عدَّ في حروف
الزيادة ما ليس مبنيا عليها الكلمة كهاء السكت وتاء التأنيث ونحوهما فكان
هذا من جملة ما زِيدَ ذلك النوع من الزيادة وأيضا لما كانت الكلمة لا يمكن
النطق بها إلا مع تقدم هذه الهمزة أو ما ينوب عنها من الكلام قبلها عُدّت كأنها
من نفس الكلمة وأيضا فإن المازني أدخلها في باب الزوائد في تصريفه
وتكلم عليها هنالك فكان الناظم متبعا له في ذلك وقد عدُّوا هذه الهمزة في
جملة حروف الكلمة ولذلك أتوا بها في الأوزان كانفعل وافتعل ونحوهما
[٤٧٤]