للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إعمال المصدر]

هذا الباب يَذكر فيع إعمالَ المصدر الموصول، وذلك أن المصدر على قسمين، عاملٍ وغير عامل.

فغير العامل هو ما جاء للتوكيد وما جرى مَجراه، نحو: ضربتُ ضَرْباً، وضربتُ ضَرْبةً، وضَرْبتْين، وقعَد القُرْفُصَاء، وما أشبه ذلك.

فهذا لا يعمل، لأن مدلوله الجنسُ، أو نوعٌ من أنواعه، أو فردٌ من أفراده، ولا دلالَة فيه على العلاج، فلا رائحةَ فعلٍ فيه. وقد تقدم حكم هذا القسم في ((باب المفعول المطلق)).

والعاملُ على ضربين: ضربُ يعمل عملَ فعله بالنيابة عنه، وذلك كالنائب عن فعل الأمر، نحو: ضَرْباً، أو غير فعل الأمر، نحو: أضَرْباً زيداً؟

* عَلاَقةً أُمَّ الولُيِد (١) *

وقد تقدم هذا الضرب أيضا.

وضربٌ يعمل لتقديره بالفعل مع حرف مَصْدَرِيٍّ، وهو الذي يسمى ((المصدر الموصول)) لأنه مقدَّر بحرف، وهو (أنْ) أو ما جرى مجراها.

فأخذ الآن يذكر أحكام هذا المصدر، فقال:


(١) جزء بيت للمرار الأسدي، وهو بتمامه:
أعَلاقَةً أمَّ الولُيِّد بعدما لأفنانُ رُأسِكَ كالثَّغَامِ المُخِلْسِ
والبيت من شواهد الكتاب ١/ ١١٦، والمقتضب ٢/ ٥٤، وابن الشجري ٢/ ٢٤٢، وابن يعيش ٨/ ١٣١، ١٣٤، والمغني ٣١١، والخزانة ١١/ ٢٣٢، والهمع ٣/ ١٩٤، والدرر ١/ ١٧٦، واللسان (علق). والوليد: تصغير الولد. والتصغير هنا للتحبيب والأفنان: جمع فَنَن، وهو الغصن، وأفنان الرأس: خصل شعره. والثَّغام: نبت إذا يبس صار أبيض، أو نبت له نَوْر أبيض. والمخلس: ما اختلط فيه السواد بالبياض.
يصف كبر سنه، وأن الشيب قد جلل رأسه، فلا يليق به اللهو والصبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>