فإن قيل فإذا كان قد اعتبر هذا الاعتبار فهلا تكلم عليها حيث تكلم
على زيادة الهمزة
قيل إن زيادة همزة الوصل لها حكم خاص بها ومواضع محفوظة
وكلام يليق أن تُفرَد به دون غيرها ولذلك بوّب عليها الناس بابا على حدته
فهذا وجهُ ما فعله ولا شك أنّ هذا الموضع لائق به وهمزةُ الوصل هي الهمزة
الثابتة في أول الكلمة إذا ابتُدِئ بها فإذا وَصلْت الكلمة بما قبلها سقطت
تلك الهمزة حتما على كلِّ حال وفي كلِّ لغة وهي نظيرة ألف القطع لأن
الهمزات الواقعة في أوائل الكلم وإن تشعِّبت أقسامُها عند المتكلمين عليها
يحصرها قسمان: ألفاتُ قطع وألفات وصل فألفُ الوصل ما تقدم وألف
القطع هي الهمزة الثابتة في أول الكلمة سواءٌ ابتُدِئ بها أم وُصلت بما قبلها
ولا تسقُط إلا أن يكون آخرُ الكلمة التي قبلها ساكن فتنقل حركتها إلى ذلك
الساكن نحو: قَدَ افْلَحَ ومَنَ اعْلَمُ؟ وذلك مختص بلغة من يُسهِّل الهمزة من
العرب وقد ضمَّن الناظمُ هذا التعريف المذكور في قوله
لِلْوَصْلِ هَمْزٌ سَابِقٌ لَا يَثْبُتُ ... إِلَّا إِذَا ابْتُدِيْ بِهِ كَاسْتَثْبِتُوا
يريد أن الوصلَ له همز سابق على الكلمة لا يقع إلا أوَّلها وقبل الإتيان
بها لا يثبت ذلك الهمز إلا إذا كان هو المبتدأ به في أول النطق فإنه
إذا كان كذلك ثبت نطقُه كقولك استثبتوا إذا ابتدأت بالهمز من هذا اللفظ
قلت اِستثبتوا** هكذا بهمزة مكسورة فأما إذا لم تبتدئ به وإنما تبتدئُ
بما قبله من الكلام فإنه يسقط من النطق ولا يثبتُ كقولك يا رجالُ
[٤٧٥]