لابتغاء الخير لا مَزيَّة لأحدهما على الآخر، وكذلك قال في التسهيل والفوائد:"ويستوي الأمران في المضاف".
فإن قيل: كيف يفهم له حكم المضاف، وهو لم يتعرَّض له بمنطوق ولا مفهوم.
فالجواب: أنَّه مرادُ الذكر، ومفهوم الحكم من قوله:"وقَلَّ أنْ يصْحَبَه المجَرَّد"؛ لأنّ المجرَّد يكون تجريده من الألف واللام ومن الإضافة؛ إذ لم يُقَيَّد التجريد بأحدهما دون الآخر، ثم لما ذكر المصحوب بأل بقيَ المصحوب بالإضافة مشعورًا به، مشعورًا بحكمه، وهذا ظاهر. وهذا الكلام يقتضي بسياقه أنّ المفعول له يكون مجرّدًا، وذلك نحو ما تقدّم، ومنه في القرآن:{ادعوا ربَّكم تضرُّعًا وخُفية} و {ادعوه خوفًا وطمعًا} وقول النابغة:
*حذارًا على ألّا تنال مقادتي*
وهو كثير، ويكون بالإضافة نحو قول حاتم الطائي أنشده سيبويه:
وأغفر عوراء الكريم ادّخاره ... وأعرض عن شتم اللئيم تكرّمًا
ومن في القرآن:{ومن يفعل ذلك ابتغاءً مرضات الله} الآية {ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاءَ مرضات الله} وهو كثير أيضًا، ويكون بالألف واللام نحو ما أنشده الناظم من قوله: