قلت لشيبان أدن من لقائه ... كما تغذي القوم من شوائه
ولم يقيد الناظم كفهما عن العمل بكونهما تهيآ للفعل، كما قال سيبويه في (ربما)، لأنهما عنده مما لا يليه إلا الفعل بخلاف الكاف، فإنها عنده يليها الجملتان، بل أطلق الناظم القول في ذلك، فاقتضى أنهما عنده قد يدخلان على الجملة الاسمية، والمسألة مختلف فيها، فنقل عن الكسائي أن (ربما) تدخل على الجملة الاسمية والفعلية، وإليه ذهب الجزولي. ومنه قول الشاعر:
ربما الحامل الموبل فيهم ... وعناجيج بينهن المهار
وسيبويه يرى ما تقدم من اختصاصها بالفعل.
وأما الكاف: فعدم اختصاصها بالفعل صحيح عند سيبويه وغيره، ففي القرآن الكريم:{قالوا يا موسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة} وفي مثال من أمثلة سيبويه: كما أنت ها هنا. ومن أبيات الحماسة:
وإن بنا لو تعلمين لغلة ... إليك كما بالحائمات غليل