استدل على صحة قول الخليل بما لا يحتاج إلى ذكره هنا.
وقوله:(وجر لم يكف) جملة في موضع الحال من ضمير المفعول، أي: وقد يليهما غير مكفوفي الجر، أو من ضمير الفاعل، وهو ضمير (ما)، أي: وقد يليهما غير كاف للجر. ويقال: عاقه الشيء عن كذا يعوقه عوقًا وإعتاقه: حبسه وصرفه عنه، ومنه عوائق الدهر، وهي شواغله وأحداثه، فمعنى قوله:(فلم يعق عن عمل) أي: لم يحبس عنه؛ ولم يصرف عنه.
ثم قال الناظم:
وحذفت رب فجرت بعد بل ... والفا، وبعد الواو شاع ذا العمل
وقد يجر بسوى رب لدى ... حذف، وبعضه يرى مطردا
هذا فصل آخر يذكر فيه حذف حرف الجر وإبقاء عمله، وذلك أن حذف الجار تارة يكون العمل / معه زائلًا بزوال الحرف، كقوله - أنشده في الكتاب-:
استغفر الله ذنبًا لست محصيه ... رب العباد إليه الوجه والعمل
وقول الآخر - أنشده المبرد - وغيره -:
تمرون الديار ولم تعوجوا ... كلامكم علي إذًا حرام
وهذا القسم هو الأكثر في كلام العرب؛ إذ لم يقو الجار أن يحذف ويبقى عمله، كما قوي الفعل، ولكن هذا الحذف قد يكون قياسًا كالبيت الأول، وقد يكون سماعًا كالثاني، وليس كلامه في هذا. وتارة يحذف الجار