للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما قال هو صُلْب اللغة، ونَدر إسكانُها بعد اللف في قوله تعالى: {ومَحْيَاىْ (١)} في الوصل. وقرأ يذلك من القراء نافعُ بخلاف عنه (٢).

وكذلك ندر كسرُها مع غير الألف، فقد حُكى أنها لغة لبعض العرب. وعليها قراءة حمزة من السبعة {ومَا أَنْتمُ بِمُصْرِخِىَّ (١)} وهذا نادر لم يعَتد به الناظم.

فإن قيل: فما حكم الياء في غير هذا؟ ومن أين يُؤخد للناظم؟

فالجواب أن الفتح والإسكان فيها جائزان، فتقول: يا غلمَى ويا غلامِى، وقد قُرئ بالوجهين في ياءات القرآن على الجملة (٢).

وقد يُسْتَشعر من كلامه ذلك هنا، لأنه قال: إن الفتح احتُذِى في المعتل والمثنَّى والمجموع على حَدَّه، وهو بمعنى الالتزام كما فُسَّر، فما عداه إذا لا يُلتزم فيه ذلك، بل يجوز الوجهان.

ثم قال: ((وُدْغَمُ اليَافِيه والوَاوُ)).

الضمير في ((فيه)) عائد إلى ((الياء)) وقبل ذلك قال: ((فَتْحُها)) فأعاد مرةً ضميرَ المؤنث، ومرةً ضميرَ الذكر، لأن الحروف تُذَكَّر تارة، وتُؤَنَّث أخرى،


(١) سورة الأنعام/ آية: ١٦٢.
(٢) السبعة لابن مجاهد ٢٧٤، والنشر لابن الجزري ٢/ ٢٦٧.
(١) سورة ابراهيم آية: ٢٢.
وانظر: السبعة ٣٦٢، والنشر ٢/ ٢٩٨، والكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٢٦ وقد احتدم الخلاف بين النحاة والقراء حول هذه القراءة.
(٢) جرت عادة المؤلفين في ((علم القراءات)) أن يفردوا باباً في ((الأصول)) لياءات الإضافة المختلف في فتحها وإسكانها في القرآن الكريم، كما جرت عادتهم بأن يعقدوا في ((الفرش)) فصولا في آخر كل سورة يذكرون فيها ما في السورة من ياءات الإضافة المختلف فيها، ومذهب القراء في فتحها أو إسكانها.
وانظر مثلا: النشر ١/ ١٦١، وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>