للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ((أنقِلاَبُها)) راجع إلى ألف المقصور، يَعني أن انقلاب الألف في المقصور ياء عند هُذَيْل حَسَنٌ، فتقول: (عَصَىَّ) في عَصَاىَ، و (هُدَىَّ) في: هُدَاىَ، وما أشبه ذلك قراءة عاصم الجَحْدري، وابن أبي إسحاق، وعيسى بن عمر البصري (١) - {فَمَنْ تَبِعّ هُدّىَّ} (٢) و {إنَّهُ رَبَّي أَحْسَنَ مَثْوىَّ} (٣) ... / و {قَاَل هِيَ عَصَىَّ} (٤) ورُوِيت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ... ٤٢٣

وكذلك قرأ ابن أبي إسحاق وابن أبي عَبْلة وعاصم الجحدري وعيسى بن عمر (يَا بُشْرَىَّ هَذَا غُلاَمٌ) (٥) وقال أبو ذُؤَيْب الهُذَلي (٦):

سَبَقُوا هَوَىَّ وأعْنَقُوا لِهَواهُم

فَتُخرِّمُوا ولِكُلِّ جِنْبٍ مَصْرَعُ


(١) البحر المحيط ١/ ١٦٩.
(٢) سورة البقرة/ الآية: ٣٨.
(٣) سورة يوسف عليه السلام/ الآية: ٢٣، وانظر: البحر المحيط ٥/ ٢٩٤.
(٤) سورة طه/ الآية ١٨، وانظر: البحر المحيط ٦/ ٢٣٤.
(٥) سورة يوسف عليه السلام/ الآية: ١٩، وانظر البحر المحيط ٥/ ٢٩٠.
(٦) المحتسب ١/ ٧٦، وابن الشجري ١/ ٢٨١، وابن يعيش ٣/ ٣٣، والتصريح ٢/ ٦١، والأشموني ٢/ ٢٨٢، والهمع ٤/ ٢٩٨، والدرر ٢/ ٦٨، والعيني ٣/ ٤٩٣، وديوان الهذليين ١/ ٢، والبيت من قصيدة له، يرثي بنيه الخمسة الذين ماتوا جميعا في طاعون واحد. وأعنقوا: أسرعوا، من (العَنَق) بفتحتين، وهو نوع من السير السريع، أو تبع بعضهم بعضا في الموت وتخرموا: اخترمتهم المنية، واختطفتهم واحدا بعد واحد.
والضمير في قوله: ((سبقوا)) عائد على بنيه الذين ذكرهم في بيت سابق، وهو:
أَوْدَى بَنْيِ وأعْقَبوني حَسْرةٌ عند الرُّقادِ وعَبْرَةٌ لا تُقْلِعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>