للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمرُ وَضُوحاً، ووَجَبَ وُجُوباً، سَقَط أو ثَبَت، ووَصَبت وُصُوباً، دام.

ومثال المعتلّ اللام: دَنَا دُنُواً، وقَوَى ثُوُياً (١)، ومَضَى مُضِيَّاً، ويَدَا بُدُوَّا، وغَدَا غُدُوَّا، وَعَتَا عُتُوَّاَ، ونَمَا نُمُوَّاَ، وصَبَتِ الرَّيحُ صُبُوَّاَ؛ هَبَّت صَباً (٢)، ومثال المضاعَف: مَرَّ مُروراً، وكَلَّ البصر كُلُولاً، وكَمَّت النَّخْلَةُ كُمُوماً، أَطْلَعَتْ، وسَدَّ الشِيءُ سُددُاً، وسَدَاداً؛ إذا كان صوابا.

وأما المعتلّ العين فَقَلَّ فيه (الفُعُولُ) لأجل الياء والواو، قالوا: غَابَتِ الشمسُ غُيُوباً، وغُرْتُ في الشِيء غُؤُوراً (٣)، وبَادَ يِبِيدُ بُيوُداً، وسَارَ إليه يَسْورُ سُؤُوراً؛ وَثَب (٤)، وآبَتِ الشمسُ أُوُوباً (٥).

وهذا كلُّه قليل، كراهية (الفُعُول) في بنات الواو والياء، ففَرُّوا إلى (الفِعَالَة، والفِعَال، والفَعَال (٦)) ونحوها، فقالوا: صَامَ صِيَاماً، وراحَ رَوَاحاً، ونَاحَ نَياحَةً/، وسَارَ سَيْراً، ... ٤٦٩ وما أشبه ذلك.

فبَانَ أن (الفُعُول) في المعتلَّ العينِ ليس بقياس، وإطلاق الناظم يقتضى أنه قياس؛ إذا لم يَخُص صحيحاً من معتل، لا سيما وقد نَبَّه على النوعين بالمثال، فَمَّثل الصحيحَ بـ (قَعَدَ) والمعتلَّ على الجملة بـ (غَدَا)، فكان من حقه أن يُخرج المعتلَّ العين من ذلك.


(١) ثَوَى بالمكان فيه، يَثْوىِ ثَوَاءً وثوِباً: أقام واستقر. والوصف منه ثاوٍ.
(٢) الصَّبَا، بفتح الصاد، ريح مَهبُّها من مشرق الشمس إذا استوى الليل والنهار.
(٣) غَارَ في الشِيء غَوْراً وغُؤوُراً وغِيَاراً: دخل. وغار الماء غَوْرا وغُؤوُراً، وغَوَّر: ذهب في الأرض، وسفل فيها.
(٤) اللسان: (سور).
(٥) في اللسان (أوب): آبَت الشمسُ تَؤوبُ، إياباً ولأُيُوباً: غابت في مآبها، أي في مغيبها، كأنها رجعت إلى مبدئها)).
(٦) قوله: ((والفَعَال)) بفتح الفاء ساقط من الأصل و (ت) وأثبته من حاشية الأصل، و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>