كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية

أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة بها - ج: 4 - ص: 373

فمثال (فَاعِلِ) لـ (فَعُلَ) المضموم العين: حَمُضَ الشيءُ فهو حامض، وفرُه فهو فارِهٌ، وخَثُرَ اللَّبَنَ فهو خاثِرٌ (١)، ومَكُثَ، بالضم، فهو ماكِثٌ، وطَهُرَ فهو طاهِرٌ.

ومثاله في (فَعِلَ) الكسور العين الذي لا يتعدَّى: سَلِمَ فهو سالمٌ، وبَلِىَ فهو بَالٍ، ورَشِدَ [رَشَداً (٢)] فهو راشِدٌ، وحَرِدَ؛ أي غَضِبَ، فهو حارِدٌ، ونَقِه من مرضه فهو نَاقِهٌ، حكاه سيبويه (٣). ولَبِثَ فهو لابِثٌ، وذلك قليلٌ لا يُقاس عليه. واشتراطُه في (فَعِلَ) المكسور العين عدم التعدي يدل على أنه إن كان متعدياً فليس (فَاعِلٌ) بقليل فيه، بل هو كثير، فيكون إذاً قياساً، وذلك صحيح، نحو: عَلِمَ فهو عالِمٌ، وجَهِل فهو جاهِلٌ، وعَمِلَ فهو عامِلٌ، ولَحِس فهو لاحِسٌ، ولَقِم فهو لاقِمٌ، وشَرِب فهو شارِبٌ، وصَبَّ فهو صَابٌ، ووَطِئَ فهو وَاطِئٌ، وهو كثير.

ولما ذكر أن صيغة (فَعِلٍ) قليلةٌ في البنائين احتاج إلى ذكْر ما هو قياسٌ في كل واحد منهما. فأما (فَعُلَ) فأَخَّر ذكره.

وأما (فَعِلَ) اللازم فقال: إن قياس الصفة فيه تأتي على ثلاثة أبنية، أحدها (فَعِلٌ) وهو قوله: ((بَلْ قِيَاسُه فَعِلْ)) وضمير ((قِيَاسُه)) عائد إلى (فَعِلَ) القريبِ الذَّكر، و (فَعِلٌ) في كلامه بِنَاءُ الصِّفة، و (فَعِلَ) في الشَّطر قبله بناءُ الفِعْل. ومثال ذلك: وَجِعَ فهو وَجِعٌ، وحَبِطَ فهو حَبِطٌ، وَوَجِلَ فهو وَجِلٌ (٤)، وفَزِع

---

(١) فَرُة، فَراهِة وفُروهة: جَمُلَ وحَسُنَ، أو حَذِق ومَهرَ. وخَثُر اللبن خَثارة، وخُثورة، أي ثَخُن وغَلُظ.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، وأثبته من (ت، س).
(٣) الكتاب ٤/ ٣٥. ويقال: نَقِه الرجل من مرضه، نَقَهاً ونُقُوهاً، إذا بَرِئ، ولكن لا يزال به ضعف.
(٤) حَبِط العملُ، يَحْبطُ حَبَطاً: بطل. وحَبِطت الدابَّةُ: انتفخ بطنها من كثرة الأكل، أو من أكل ما لا يوافقها. ووَجِلَ الرجلُ، يَوْجَل وَجَلاً: خاف وفزع.