للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني أن بناء (فَعِيل) قد ينوب عن بناء (مَفْعُول) لكن ذلك موقوف على السَّماع، وهو قوله: ((نَقْلاً)) فلا يُقاس على ما سُمع منه.

ومَثَّله بقوله: فَتىً كَحِيل، وفَتَاة كَحِيل، وهو ممَّا لا تَلحقه التاءُ في المؤنَّث. ونَبَّه على ذلك هنا بالمثال، وتمامُ بيانه في باب ((التأنيث)) لأنه (فَعِيل) بمعنى (مَفْعُول) (١).

ومثل ذلك: كَلَمْتُهُ فهو كَليمٌ، وجَرَحْتُه فهو جَرِيحٌ، وقَتَلْتُه فهو قَتِيلٌ، وأَسَرْتُه فهو أَسِيرٌ، وجَمَلْتُ الشَّحْمَ، فهو جَمِيلٌ، ودَهَنَ لحيتَه، فهي دَهِينٌ، وخَصَفَ النَّعْلَ، فهو خَصِيفٌ، ولُدِغَ فهو لَدِيغٌ، وغَسَلَ ثَوْبَه، فهو غَسِيلٌ، وما أشبه ذلك.

وما ذَهب إليه، من وَقْف هذا على السمَّاع، هو مذهبُه أيضاً في (التَّسهيل) (٢).

وحُكي عن بعض النحويِّين (٣) أنه يَجعله قياسا، لكن فيما ليس له (فَعِيل) بمعنى (فاعِل) كقَتِيلٍ وجَريح، فإن كان له (فَعِيل) بمعنى (فاعِل) لم يُقَس فيه، نحو: عَلِم فهو عَلِيمٌ، لا يُبْنى له (فَعِيل) بمعنى (مَفْعُول) لأن له (فَعِيلاً) بمعنى (فاعِل) نحو واللهُ عَلِيمٌ حَكِيم، وكذلك: ضَرِيبُ قِدَاحٍ، للضَّارب بالقِدَاح، وصَريمٌ للصَّارِم (٤).


(١) حيث يقول الناظم في ذلك الباب:
ومِنْ فَعِيلٍ كقَتِيلٍ إنْ تَبِعْ مَوْصُوفَه غالباً التَّا تَمْتَنِعْ
(٢) قال في التسهيل (٢٥٤): ((وصَوْغ فَعِيل بمعنى مفعول مع كثرته غير مقيس)).
(٣) في (ت) ((اللغويين)).
(٤) القداح: جمع قِدْح، وهو قطعة من خشب تعرَّض قليلا وتسوَّى، وتخطُّ فيها حزوز، تميَّز كل قِدْح بعدد من الحزوز، وكان يستعمل في الميسر. والضَّرِيب: الموكلَّ بتلك القداح، يضرب بها والصَّرِيم والصارم: السيف القاطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>