فالحاصل من كلامه أن الممتنع من هذه المسائل مسألتان، وهما: مررتُ بالرجلِ الحَسَنِ وَجْهِه، والحَسَنِ وَجْهٍ، وما سواهما، وهي ستَّ عشرة مسألة جائزةٌ في القياس.
ويَبْقَى بعدُ في هذا الضَّابط مسائل:
أحداها أن المسائل الجائزة عنده لم يُبَيَّن فيه الحًسْنَ من غيره، فربَّما فُهم منه تَسوِيها عنده. وليس كذلك، بل منها ما هو حَسَن كثيرُ الاستعمال، ومنها ما ليس كذلك.
وبالألف واللام في الأربعة الأول، مررتُ بالرجلِ الحَسَنِ وَجْهَه، الحَسَنِ الوَجْهَ، الحَسنِ وَجْهاً، الحَسَنِ الوَجْهِ.
وما عداها، وهي سَبْعة، فضعيفةٌ في القياس، قليلةُ الاستعمال، هي: مررتُ برجلٍ حَسَنٍ وَجْهٌ، حَسَنٍ الوَجْهَ، حسنٍ وجههَ، حسنِ وجهِه. وبالألف واللام في الثلاثة الأُوَل، مررت بالرجلِ الحَسَنِ وَجْهٌ، الحِسنِ الوَجْهَ، الحَسَنِ وَجْهَه. فالجميع ستة عشر وَجْهاً جائزة.
وضابطُها ما قاله الجُزًولىُّ، (١) مِنْ أن كلَّ مسألةٍ تكررَّ فيها الضَمير، أو لم
(١) هو أبو موسى عيسى بن عبدالعزيز البربري الجُزولي، نسبة إلى (جُزولة) بطن من البربر، وكان إماما في العربية لا يشق غياره، مع جودة التفهم وحسن العبارة. شرح أصول ابن السراج، وله المقدمة المشهورة، وهي حواش على الجمل للزجاجي (ت ٦٠٧ هـ). بغية الوعاة ٢/ ٢٣٦.