للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند جماعة من القراء (١)، فجعَله لغةَ القرآن. وقد مَرَّ من ذلك مواضع. (وستأتي أخُرَ. ولكن ما رد غيره قد حسن وجهه) (٢).

وأما مسألة (حَسَنِ وَجْهِه) فالجمهور على أنه إنما تجوز في الشِّعر، وأجازه الكوفيون (٣). ومال ابنُ خروف إلى الجواز حين جاء منه في الحديث مواضعُ (٤)، فهو أكثر في السَّماع من (حَسَنٍ وَجْهَه) وإنما فيه من جهة القياس قبحُ تكرار الضمير، وهو غير معتبر مع السَّماع، لأن القياس تابع للسَّماع لا متْبوع له، فالأَوْلى ما رآه الناظم، والله أعلم.

والمسألة الثانية في وجوه الإعراب المستعمَلة في هذه الوجوه.

أمَّا الرَّفع فعلى الفاعليَّة مطلقا، لقوله: ((فَارْفَعْ بِهَا)) يعني بالصفة، وذلك على ظاهره من الفاعليَّة، وذلك مُتَّفَق عليه إلا في نحو: مررتُ برجلٍ حَسَنٍ الوَجْهُ، أو وَجْهٌ؛ فإن فيه الخلافَ المذكور عن الفارسيِّ (٥).

وقد يتعيَّن الرفعُ على الفاعليَّة كما في: حَسَنٍ الأَبُ، وقد يتعين عدم ذلك كما في: مررتُ بامرأةٍ حَسَنةٍ الوَجْهُ، وقد يجوز الأمران كما في: مررتُ برجلٍ حَسَنٍ الوَجْهُ (٦) كما تقدَّم.


(١) وهم: ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح. وسهَّل الثانية فيها الباقون وهم: نافع وأبو عمرو، وابن كثير وابو جعفر ورويس [النشر ١/ ٣٧٨].
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل و (ت) واثبته من (س).
(٣) قال ابن مالك في شرح الكافية الشافية (١٦٠٩): ((وهو عند الكوفيين جائز في الكلام كله، وهو الصحيح، لأن مثله قد ورد في الحديث، كقوله في حديث أم زرع: ((صِفْر وشاحَها)) وفي حديث الدجَّال ((أعورُ عينه اليمنى)) وفي وصف النبي صلى الله عليه وسلم: ((شَثْنُ أصابعه)) ومع جوازه ففيه ضعف)).
(٤) كالأحاديث التي ذكرت في الحاشية السابقة.
(٥) يرى الفارسيّ أن ((الوجُه)) في هاتين الصورتين ليس بفاعل، وإنما هو بدل من الضمير المستتر في ((حسن)) وقد تقدم رأيه، والردُّ عليه. انظر: ص.
(٦) في (س) ((حسن وجهٌ)) وهما سواء.

<<  <  ج: ص:  >  >>