للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحَذْفَ مَا مِنْهُ تَعَجَّبْتَ اسْتَبِحْ

إنْ كَانَ عِنْدَ الحَذْفِ مَعْنىً يَتَّضِحْ (١)

يعني أن المتعجَّب منه وهو المنصوب في (ما أَفَعْلَهُ) والمجرور بالباء في (أَفْعِلْ بِه) يجوز حذفهُ، ويُستباح ذلك فيه، وإن كان مقصودَ الذّكْر في التعجُّب، لكن إذا كان معناه مع الحذف واضحاً ظاهراً، لدليلٍ دَلَّ عليه حتى صَيَّره كالملفوظ به.

فأما (مَا أَفْعَلَهُ) فتقول: رأيتُ زيداً فما أحْسَنَ وأَجْمَلَ! ، تريد: ما أَحْسَنَهُ وأَجْمَلَهُ! وخَبَرْتُ عُمراً فما أفْضَلَ وأَكْرَم! قال الشاعر، ويُعْزَى إلى عليٍّ رضي الله عنه (٢):

جَزَى اللهُ عَنَّا والجَزَاءُ بفَضْلِهِ

رَبِيعَةَ خَيْراً ما أَعَفَّ وَأكْرَمَا

وأما (أَفْعِلْ به) فتقول: أَحْسِنْ بزيدٍ وأَجْمِلْ! تريد: وأَجْمِلْ بِه، قال تعالى (أَسْمِعْ بِهِمْ وأَبْصِرْ (٣)} وأنشد ابن الأنباري (٤):


(١) الرواية الأشهر في البيت ((إنْ كانَ عند الحَذْف معناهُ يَضِحْ)) وقد كتبت هذه الرواية على حاشية (ت) كما ذكرها الشاطبي فيما يلي.
(٢) الهمع ٥/ ٥٩، والدرر ٢/ ١٢١، والتصريح ٢/ ٨٩، والأشموني ٣/ ٢٠، والعيني ٣/ ٦٤٩ ومعنى: والجزاءُ بفضله- أن المجازاة على فعل الخير تفضل من الله على المحسن. وما أعف وأكرما: ما أعفها وأكرمها، وفيه الشاهد.
(٣) سورة مريم/ آية ٣٨.
(٤) تقدم البيت في الباب نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>