للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصفه عند العرب أن يُبنى على ما كان يُبْنى عليه ((أَشْهَلُ (١))) من كونه للمذكر هكذا، وللمؤنث على ((شَهْلاَء)) فكل فعل استَحَقَّ وصفُه هذا البناءَ فلا يُبنى منه فعلُ تعجُّب، فلا يقال في (شَنِبَ): ما أَشْنَبَهُ، ولا في (صَيِدَ): ما أَصْيَدَه، ولا في (لَمِىَ) ما أَلْمَاهُ، ولا في (دَعِجَ): ما أَدْعَجَهُ، ولا في (حَمُقَ): ما أَحْمَقَه، ولا في (بَرِص): ما أَبْرَصَهُ (٢)، ولا في (بَرِشَ): ما أَبْرِشَه (٣)، ولا في (كَحِلَ): ما أَكْحَلَهُ. وللناس في مَنع هذا ثلاثُ عِلَل:

إحداها أن حَقَّ صيغة التعجُّب أن تُبنى من الثلاثي المَحْض الذي ليس في معنى غيرِه، من مَزِيدٍ فيه. وهذه الأفعال التي جاءت صفاتُها على (أَفْعَل، وفَعْلاَء) وإن كانت ثلاثيَّةً أصلُها الزيادة، وأن تكون على (افْعَلَّ)، وافْعَالَّه وذلك ظاهر في الألوان نحو: احْمَرَّ، فهو أَحْمرُ، وهي حَمْراءُ، وكذلك اصْفَرَّ وابْيَضَّ، واحْمَارَّ واصْفَارَّ وابْيَاضَّ.

فكذلك أصلُ سائر ما تقدم، أن يكون على (افْعَلَّ، وافْعَالَّ) ولذلك صَحَّت العين في: حَوِلَ، وعَوِرَ، وصَيِدَ، وهَيِفَ، ونحو ذلك، لَمَّا كان في معنى: احْوَلَّ، واعْوَرَّ، واصْيَدَّ، واهْيَفَّ، كما صَحَّ: اجْتَوَروُا، واعْتَوَنُوا، حَمْلاً على ما في معناه


(١) يقال: شَهِل اللونان شَهَلا، إذا اختلط أحدهما بالآخر. وشَهِل فلان: كانت في عينه شُهْلة وهي أن يشوب إنسانَ العين حمرة.
(٢) على حاشية الأصل إزاء هذا قوله: ((ولا في مَرِض: ما أمرضه، ولا في قَرَش: ما أقرشه)) على أنه من نسخة أخرى.
(٣) الشَّنَب-بفتحتين- جمال الثغر وصفاء الأسنان. والصَّيَد-بفتحتين كذلك-داء بالعنق لا يستطاع معه الالتفات، والكبْر. والوصف منه: أَصْيَدُ وصَيْداء. واللَّمَى: سُمرة في الشفة تُستحسن. وشَفة أو لثة لمياء: لطيفة قليلة الدم، أو قليل اللحم. والوصف منه: ألمى ولمياء. ودَعِجت العينُ، دَعَجاً ودُعوجة، اشتد سوادها وبياضها واتسعت، فهي دَعجاء. ويقال: بَرِش بَرَشاً وبُروشة، إذا اختلف لونه، فكانت فيه نقطة حمراء، وأخرى سوداء أو غبراء. والوصف منه: أبرش وبَرشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>