للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما أَرْعَنَهُ، وما أَهْوَجَهُ، وما أَشْنَعَهُ، وما أَنْوَكَهُ، وما أَحْمَقَه. ودَلَّ كلامه فيها على أنها ليست عنده شاذَّة (١). ونَصَّ أيضاً على جواز: ما أَحْسَنَهُ، وعلى جواز: مِحْسَان (٢)، وهو للمبالغة في (حَسُنَ) وقال في (ما أَشْنَعَهُ): لأنه عندهم من القبح، وليس بلون ولا خِلْقة (٣).

وهذا تصريح بأن (ما أَقْبَحَهُ) وضِدَّه ليس فيه علةٌ مانعة، فالحقُّ ما ذهب إليه غيره (٤)، وهو الذي يُشْعِر به كلامُ الناظم.

وفي الشَّرط الخامس خلاف بين البصريين والكوفيين، فالبصريون هم الذين يشترطون تمامَ الفعل، وأما الكوفيون فقد حُكى أنهم يُجيزون: ما أَكْوَنَ زيداٍ لأَخِيك. ولا يُجيزون: ما أَكونَ زيداً لقَائمٍ. وحَكى ابن السَّراج والزجَّاج عنهم إجازة: ما أَكْوَنَ زيداً قائماً، واشار إلى أن نصب هذا عندهم، أعني (قائماً) على الحال. وهذا على أصلهم في أن المنصوب بعد (كان) على الحال (٥)، فسَهُل الأمرُ عليهم.

وأما على رأي أهل البصرة فذلك صَعْب، ولم يَأْتِ بذلك سمَاع، والقياس


(١) انظر: الكتاب ٤/ ٩٨، حيث يقول: ((وأما قولهم في الأحمق: ما أحمقَه، وفي الأرعن: ما أرعنَه: وفي الأنوك: ما أنوكه، وفي الألد: ما ألده، فإنما هذا عندهم من العلم ونقصان العقل والفطنة، فصارت ما ألده بمنزلة: ما أمرسه وما أعلمه، وصارت ما أحمقه بمنزلة: ما ابلده وما أشجعه وما أجنه؛ لأن هذا ليس بلون ولا خلقة في جسده، وإنما هو كقولك: ما ألسنه وما أذكره، ما أعرفه وأنظره، تريد نظر التفكر، وما أشنعه، وهو أشنع، لأنه عندهم من القبح، وليس بلون ولا خلقة من الجسد، ولا نقصان فيه، فألحقوه بباب القبح كما ألحقوا ألدَّ وأحمق بما ذكرت لك)).
(٢) نفسه ٤/ ٩٨.
(٣) نفسه ٤/ ٩٨، وتقدم نقل نصه بأكمله.
(٤) يعني غير ابن عصفور.
(٥) انظر: الأصول لابن السراج ١/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>