للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

((الشرح)) (١): ولا حجة على ذلك.

ولم يُنَبِّه على الفصل بـ (كان) بين (ما) والفعل، لأنه قد تقدم ذلك في ((باب كان)) في قوله:

وقَدْ تُزَادُ كَانَ في حَشْوٍ كَمَا

كَانَ أَصَحَّ عِلْمَ مَنْ تَقَدَّمَا

وأمَّا: ما أَصْبَح اَبْرَدَهَا، وما أَمْسىَ أَدْفَأَهَا- فيُشَكُّ في كَونْه محكياً من كلام العرب، فإن ابن السَّراج (٢) والسِّيرافي لم يُورِداه على أنه مسموع، ولكن على أن قوماً من النحويِّين أجازوا ذلك، ورَدَّاه.

وثبت في مَتْن الكتاب من كلام الأخفش: ((وقالوا: ما أَصْبَح أَبرَدَهَا، وما أَمْسَى أَدْفَأَهَا (٣))) وإنما يَعْنِي النحويِّين لا العرب، ولو عَنَى العرب لم يَجُز لأبي بكر (٤) ولا لغيره رَدُّه.

وكلام الأخفش في كتابه ((الأَوْسَط)) يدل على أنه لم يَحْكِه. وقد حمله ابن خروف على أنه سَماع، وضَعَّفه بعضُ المتأخرين، فإذاً لا اعتراض على الناظم بَترْك التَّنْبيه عليه.

والثانية انه أطلق القول بجواز الفَصْل بالظرف والمجرور، ولم يبيِّن ان الجواز مخصوص بما إذا كان متعلِّقاً بفعل التعجب، إذ قال: ((وفَصْلُه بظَرْفٍ


(١) شرح التسهيل للناظم (ورقة ١٤٥ - أ).
(٢) قال ابن السراج في الأصول (١/ ١٢٥): ((وقد أجاز قوم من النحويين: ما أَصْبَح أبردها، وما أمسى أدفأها، واحتجوا بأن (أصبح وأمسى) من باب ((كان)) فهذا عنيد غير جائز، ويُفسد تشبيههم ما ظنوه أن (أمسى وأصبح) أزمنة مؤقتة، و ((كان)) ليست مؤقتة، ولو جاز هذا في (أصبح وأمسى) لأنهما من باب ((كان)) لجاز في (أضحى، وصار، ومازال))).
(٣) انظر: حاشية الكتاب ١/ ٧٣.
(٤) يعني أبا بكر بن السراج.

<<  <  ج: ص:  >  >>