للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العَذَابُ يومَ القِيَامَة وَيخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً} (١). وفي هذا أيضاً شاهدُ عطفِ الفعل (على الفعل) (٢).

وكذلك التوكيدُ يكون في الاسم والفعل والحرف والجملة، وذلك قِسْمُ الَّلفْظي.

وإنَّما يخلو من هذا النعتُ وعطفُ البيان، فلا يكونان إلا في الاسم.

وقد نَصَّ الناظم على البدل في الفعل بقوله: ((ويُبْدلُ الفِعْلُ من الفِعْل)) البيتين (٣)، وكذلك بَيَّن في التوكيد اللفظي (٤)، فأشكل قولهُ هنا ((الأسماءَ الأُوَلْ)).

والجواب أن كلامه لا يقتضي اختصاصَ التوابع بالأسماء، لأن ذلك إنما هو بمفهوم الَّلقَب المرفوض عند أهل الأصول (٥)، فذكرُه الأسماءَ ليس له مفهومٌ ولا مُقْتَضى غيرُ ما يدلُّ عليه صريُح لفظه، فلا تَنْتَفى التَّبَعيَّةُ عن الفعل وغيرِه بذلك، بل يبقى مسكوناً عنه، حتى إذا شَرع في كل واحد من التوابع على التفصيل بَيَّن ما يَحتاج إليه من ذلك بعد ذكر التَّبعيَّة للأسماء التي جَعلها ... أصلاً/ وإنَّما المفهومُ الصحيح ما اقتضاه ... ٥٨٤


(١) سورة الفرقان/ آية ٦٨، ٦٩.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل و (ت) وأثبته من (س) وحاشية الأصل.
(٣) هو بيت واحد، وهو قوله:
ويَبْدَلُ الفِعْلُ من الفِعْلِ كمَنْ يَصِلْ إلَيْنَا يَسْتَعِنْ بِنَا يُعَن
(٤) يقصد قول الناظم في باب ((التوكيد)):
وما من التوكيدِ لَفْظِيُّ يجي مُكَرراً كَقْولكِ ادْرُجِي ادْرُجيِ
(٥) مفهوم اللقب قسم من أقسام مفهوم المخالفة. ومفهوم المخالفة-عند الأصوليين- هو أن يكون المسكوت عنه مخالفا للمنطوق في الحكم، ويسمى دليل الخطاب.
ومفهوم اللقب هو تخصيص اسم مشتق بحكم، مثل قولنا: محمد رسول الله، فإن هذا المنطوق لا يفهم منه أن غير محمد ليس برسول. وعامة الصوليين يرفضون الأخذ بهذا المفهوم. وانظر [المختصر في أصول الفقه لابن اللحام ١٣٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>