لما قبلها، وكذلك (أم) المنقطعة والإضرابية، وكذلك (أو) إذا كان مبتدأ كلامك معها على اليقين، ثم داخلك الشك نحو: قام زيد، أو عمرو، فالشك كالإبطال لليقين الأول.
فكل واحد من هذه الحروف قد صير الثاني هو المقصود بالحكم، وهو الواسطة، فلو لم يقل "بلا واسطة" لدخل عليه ذلك كله.
ولأجل هذا المعنى فيها جعل سيبويه العطف بها من باب البدل، وبوب عليها وعلى باب "بدل الإضراب" بابًا واحدًا لاجتماعهما في معنى الإضراب. فلما كان رسمه البدل يشمل هذا كله احترز منه بقوله:"بلا واسطة".
وقوله:"هو المسمى بدلا" يعني المسمى في الاصطلاح الأشهر للنحويين في هذا، إشارًة إلى تسمية سيبويه المعطوف بـ (بل، ولكن، وأو) بدلاً ليس باصطلاحٍ نحوى اشتهر، وإنما هو اعتبار معنوي حين اتفق مع (بدل الإضراب) في المعنى.
قال سيبويه: لما ذكر بدل الغلط والنسيان والإضراب: قولك: مررت برجلٍ حمارٍ، ومثل / ذلك قولك: لا بل حمارٍ، ومن ذلك: مررت برجلٍ بل حمارٍ، وهو على تفسير: مررت برجلٍ حمارٍ.
قال: ومن ذلك: ما مرت برجلٍ بل حمارٍ، وما مررت برجلٍ ولكن حمارٍ، أبدلت الآخر من الأول، وجعلته مكانه.