وقوله:(وقس مسويا) أمر بالقياس على ما ذكر، وأنك لا تقتصر على مثل ما ذكر.
فإن قلت: ما فائدة الأمر بالقياس وقد علم أنه قياس، وأن ينبه على ذلك، وأيضًا فـ"مسويا" ظاهر أنه لا فائدة فيه؟
فالجواب: أن قوله: (وقس) توطئة لقوله: (مسويا) وذلك أنه ذكر مثل هذه المسألة، مما اللام فيه ياء، وذلك (اسعين) وهو من (السعي) و (اخشون) وهو من (الخشية) فلو لم يقل: (وقس مسويًا) لم تدخل له غير ما كانت اللام فيه أصلها الياء، واقتضى أن ما اللام فيه واو على خلاف ذلك الحكم، وهو غير صحيح، لأنك تقول: اقرين، وارضين.
وقد قال:
*استقدر الله خيرًا وارضين به*
ومع الضمير: ارضون، وارضين، فلا فرق بين ذوات الواو وذوات الياء، فنبه على وجوب التسوية بين النوعين فقال (وقس مسويا).
ولم يذكر هنا أن نون الرفع تحذف، ولابد من ذلك لأن النون التوكيدية إذا لحقت اجتمع النونات، فاستقبل ذلك، فحذفوا نون الرفع، فإذا وقف على الخفيفة حذفت وروجع الأصل.
هذا التعليل يعلل به من يزعم أن ما لحقته نون التوكيد، واتصل به ألف الضمير أو واوه أو ياؤه، باقٍ على إعرابه وإليها ذهب الناظم.