قال: فأنت تراهم رجعوا إلى الياء، فكيف يفرون منها في التثنية؟ ! وإنما نحو ذلك فلك فيه وجهان:
أحدهما: أن تقلب الهمزة واوا.
والثاني: أن تتركها على حالها من غير تغيير، وذلك قوله:"بواو أو همز".
أي أنت مخير في هذين الأمرين، إن شئت قلبتها واوا، فقلت في (علباء): علباوان، وفي كساء (كساوان)، وفي (حياء): حياوان، وإن شئت تركتها على حالها، فقلت: علباءان، وحياءان، وكساءان.
وتمثيله بعلباء وكساء هو الذي بين حقيقة الهمزة الجائز فيها الوجهان:
وحوى هذا القسم نوعين:
أحدهما: ما كانت همزنه مبدلة من حرف الإلحاق، وذلك (علباء) إذ ليست للتأنيث، لأجل انصراف الاسم، ولا مبدلة من أصل، لقولهم: سيف معلوب ومعلب: إذا كان مشدود المقبض بالعلباء. والعلباء: عصبة في العنق صفراء، قال أبو النجم:
يمر في الحلق على علبائه ... تعمج الحية في غشائه
وكذلك (الحرباء) ألفه للإلحاق، وهي دويبة تستقبل الشمس حيثما دارت.
ومثله (الخرشاء) لسلخ الحية، و (الحزباء) و (الجلذاء) و (الصلداء) ونحو ذلك.