فالجواب: أن اسم الإشارة هو محل الفائدة كما ذكرت، ولكن لما كانت العلة في التشديد في البابين واحدة أتى به شاملا لهما، ليحصل له ما قصد وزيادة والذي يشعر بقصده للشمول إشارته بذاك المقتضية للبعد، إذ لو أراد اسم الإشارة وهو الأقرب لقال، و (تعليل بهذا قصدا) كما قال في العلم (ذا إن بغير ويه تمت أعربا) فعين أقرب مذكور فلما لم يفعل ذلك دل على أنه قصد الأبعد أيضا وهو الموصول.
***
ثم ذكر الجمع فقال:
جمع الذي الألي الذين مطلقا ... وبعضهم بالواو رفعا نطقا
فابتدأ بجمع الذي وذكر له جمعين:
أحدهما:(الألي) والألي في الاستعمال على وجهين:
الأول: بمعنى الأول مقلوب منه كقولهم: العرب الألي، أي: الأول.
والآخر: جمع الذي فتقول في جمع الذي/ قام الألي قاموا، كما تقول: الذين قاموا. ومنه ما أنشده بعض البغداديين:
ألا أيها القوم الألي ينبحونني ... كما نبح الليث الكلاب الضوارع