أمالوا هذه الأشياء وأصلها الواو لقولهم (الكِبَوان) و (عَشَوان) و (المكْوُ).
وهذه طريقة النحويين أن يفرّقوا بين الأسماء والأفعال في الإمالة فيطردون
لإمالة في الفعل ويجعلونها في الاسم شاذة. وظاهر كلام سيبويه خلافُ هذا
لأنه لم يفرّق بين الاسم والفعل بل أطلق القول بأنهم يميلون كل شيء من
بنات الياء والواو وكانت عينُه مفتوحة غير أنه قال «وقد يتركون الإمالة
فيما كان على ثلاثة أحرفٍ من بنات الواو نحو: قفا وعصا والقنا والقطا
وأشباههنّ» قال «وذلك أنهم أرادوا أن يثبتوها مكان الواو
ويفصلوا بينها وبين بنات الياء وهذا قليل يُحفظ، وقد قالوا: الكِبا والعَشا
والمَكا - وهو جحر الضب - يعني بالإمالة - كما فعلوا ذلك في الفعل» قال
«والإمالة في الفعل لا تنكسر إذا قلت: غزا وصغا ودعا» فيظهر من
كلامه أن الأصلَ الإمالةُ في الألف التي هي لامٌ في اسم كانت أو في فعل وإن
كانت من الواو وقد تأوَّلوا كلامَ سيبويه وردُّوا كلامه إلى طريقتهم فردُّوا
الخلافَ وفاقا فلذلك اتَّبع الناظم مذهبهم دون ظاهر كلام سيبويه
وأما الوصفُ الثاني وهو كونُ الألفِ طرفا فإنّ الموجِبَ الذي هو
الإشعارُ بأنَّ الألفَ منقلبةٌ عن الياء إنما أعملوه فيما إذا كانت الألف طرفا
كما مُثِّل فإن كانت وسطا فمفهوم كلامه أن ذلك المُوجِبَ غير مُعتبر وإنما
[١٣٣]