مفعول في المعنى، لأن معنى يا زيد: أنادي زيدا او أدعو زيدا، والمفعولية من خصائص الاسم، فكذلك النداء، وما جاء من نحو:(يا نعم المولى ويا نعم النصير) وقراءة الكسائي: ((ألّا يسجدوا)) وقول الراجز:
يا دارَ سلمى يا اسلِمي ثم اسْلمي
ونحو ذلك فغير داخل على الناظم، إذ لم يجعل الخاصة هي حرف النداء وإنما جعلها نفس النداء، ونداء هذه الأشياء لا يصح، إذ لا ينادي إلا من يجيب. أو من يقام مقامه كالمندوب، وأيضا كل ما جاء من ذلك أصله وجود المنادى في اللفظ، إلا أنه عرض له الحذف على ما هو مذكور في بابه فلا يعترض به, وأما (أل) وهي أداة التعريف المعبر عنها بالألف واللام، -وإنما عبّر عنها "بأل" اختصارا -فمختصة أيضا بالأسماء على جميع وجوهها من كونها لتعريف العهد أو الجنس أو زائدة فغنما تدخل على ما كان شأنها أن تدخل عليه، وهو الاسم كقول ابن ميادة:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... شديد بأعباء الخلافة كاهله
وكذلك الموصولة؛ لأنها للتعريف أيضا، وإن جرى مع ذلك كونها موصولة إذا ليس المعنيان بمتنافيين، ولا يعترض عليه بها، وإن كان قد أجاز أن تدخل على الأفعال اختيارا على ما سيأتي، وق جاء ذلك في الشعر