والرابع أن ما أشبه الحرف من الأسماء قد دخله التصريف وأحكامه
ألا ترى أن ذا وتا والذي والتي قد دخلها التثنية والجمع والتصغير
وتبع ذلك من أحكام الزيادة والحذف ما هو معلوم في أبوابه وقد قالوا في ذا
إنه فعل من مضاعف الياء وإنه محذوف اللام وهو مع ذلك مبني لشبه
الحرف وإنه أميل إشعارا بأن ألفه من الياء أبدلت لا من الواو وكذلك قال
أبو إسحق في إياك نعبد إن إيا مشتقة من الآية وهي العلامة والمعنى
حقيقتك نعبد مع أنه مضمر مبني ويقولون في الذ والذ إنه محذوف من
الذي وفي اللاء إنه محذوف من الائي وإن اللاي مسهل من اللاء
والتسهيل نوع من أنواع الإبدال ومذ محذوفة من منذ إذا كانت اسما نص
عليه الإمام ولذلك تقول إذا صغرت مسمى بمذ منيذ ومذلك جعلوا قط
مشتقا من قططت أي قطعت لأن قولك ما فعلته قط أي فيما مضى
وانقطع من عمري وقد أدخل ابن جني الاشتقاق في الأصوات فجعل
قولهم حلحلت بالإبل أي قلت لها حل وكذلك سأسأت وجأجأت
[٢٣٠]
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute