أن الناظم أتى بأربع خواص للفعل، أحاطت بالتعريف بجميع الأفعال أو أكثرهما.
سواهما الحرف كهل وفي ولم ... فعل مضارع يلي لم كيشم
وماضي الأفعال بالتا مز وسم ... بالنون فعل الأمر إن أمر فهم
والأمر إن لم يك للنون محل ... فيه هو اسم نحو صه وحيهل
لما عرف الاسم بخواصه، وعرف الفعل كذلك بخواصه، أخبر أن ما عداهما هو الحرف، فكل كلمة لم يصلح فيها شيء مما تقدم من خواص الأسماء أو خواص الأفعال فهي حرف، وهذا يدل من كلامه على أن تلك الخواص لم يشذ عنها شيء فعليك باختيار ما التزم عهدته.
ومثل الحرف بثلاثة أمثلة:
أحدهما:(هل) وهو حرف استفهام، ويطلق عليه سيبويه أنه بمعنى "قد" وهو مشترك بين الأسماء والأفعال، يدخل على كل واحد من النوعيين فتقول: هل زي قائم؟ وهل قام زيد؟ وهل يقوم زيد؟ فلا يختص بأحدهما دون الآخر.
والثاني:(في) وهو حرف جر، اصل معناه الظرفية، وقد يأتي لمعان أُخر ذكرها الناظم في باب حروف الجر، وهو مختص بالاسم نحو: قعدت في الدار وفي المسجد، ولا دخول له على الفعل.
والثالث:(لم) وهو حرف جزم ينفي الماضي، مختص بالفعل لا دخول له على الاسم نحو: لم يقم ولم يخرج.
وقد أتت هذه الأمثلة على جميع أقسام الرحوف، إذ لا يخرج حرف