فإن قيل: إنما الكلام هنا في المبني اللازم البناء بأصل الموضع والمنادى ليس كذلك. فالعذر في ذلك ما قاله بعضهم من أن المنادى وإن كان أصل وضعه على التمكن لما وجب له البناء من غير تخيير كان كغير المتمكن, غير أنه شبيه بالتمكن, ولذلك بُني على حركة, وقد جَنَحَ بنا الكلام في هذا الفصل, لكن فما لابد لشرح كلام الناظم فلنثن عنانه.
* * *
ولما تكلَّم على أحد قسمَيْ الاسم وهو المبنى وذكر أنواع موجب البناء فيها أخذ في تعريف القسم الثاني الذي هو قسم المُعرب فقال:
ومُعْرَبُ الأسماء ما قد سَلِمَا ... مِن شَبَهِ الحرف كأرضٍ وسما
تعرض في هذين المزدوجين لمسألتين:
إحداهما: الإشارة إلى أن الاسم المُعرب بحق الأصل, ليس أصله غير ذلك لخلوه من العلل الموجبة للبناء, ولاشك أن السلامة من العلل هي الأصل فالإعراب هو الأصل من غير تخيير في ذلك, وهو مذهب الجمهور وهو صحيح فإنا وجدنا باب المُعربات من الأسماء أوسع بابًا من المبنيات بكثير