من معنى الاستفهام. والاستفهام لا يتقدم عليه ما كان في حيزه. وتقول: متى الخروج, ومتى الصيام ولا يجوز: متى زيد, كما لا يجوز: زيد يوم الجمعة, لأن ظروف الزمان لا تتضمن الجثث, ظروف الأمكنة تتضمن الأحداث والجثث. ومما يرتفع بالابتداء قولهم عبد الله نحو: عبد الله ضربته وبكر مررت به. والاختيار (الجيد) في عبد الله الرفع, وضربته في موضع خبره. ويجوز أن تنصب عبد الله بفعل مضمر يكون [جوابه] الذي ظهر تفسيره كأنه قال: ضربت عبد الله ضربته, أو أهنت عبد الله ضربته. فاستغنى عن إظهار هذا الفعل لدلالة الثاني عليه. فما جاء على ذلك قوله تعالى:{والقمر قدرناه منازل} فإن عطف هذا الاسم الذي يختار فيه الرفع بالابتداء على فعل وفاعل اختبر فيه النصب وذلك قولك: قام عبد الله وزيداً ضربته, وسرت اليوم وبكراً لقيته, ومثل ذلك قوله عز وجل {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانيةً ابتدعوها} فقوله: {ورهبانية} محمول على فعل كأنه