للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بما حولها بحيث تصمد أمام هذه الرتابة. والحق أن التكرار عدو البيت الرديء فهو يفضح ضعفه ويشير إليه صائحًا. وهذه الخاصية المعرقلة "بكسر القاف" في التكرار تصبح أوضح في تكرار التقسيم الذي يختلف عن سائر الأصناف في أنه يتكرر كثيرًا وقد يصبح أشبه بدقات ساعة رتيبة مملة إذا لم ينتبه الشاعر. وخير مثال لهذا التكرار الهزيل الذي ارتكزت إليه القصيدة الخلابة "النارنجة الذابلة" لمحمد الهمشري وقد جرى هكذا:

كانت لنا يا ليتها دامت لنا

أو دام يهتف فوقها الزرزور١

فبالمقارنة مع المقطوعات الجميلة التي غصت بها هذه القصيدة الموهوبة نجد البيت المكرر متنافر الحروف رديء السبك بحيث يسيء إلى القصيدة كلها. ومن المزالق التي يقع فيها الشعراء في هذا الباب أن ينتقوا العبارة المكررة على أساس غنائي. وقد صنع علي محمود طه هذا في عدد من قصائده مثل "سيرانادا مصرية"٢ حيث كرر هذا البيت:

ألا فلنحلم الآن فهذي ليلة الحب

ومثل "من ليالي كيلوبترا"٣ حيث كرر هذا البيت:

يا حبيبي هذي ليلة حبي

آه لو شاركتني أفراح قلبي

ومثل "أندلسية"٤ حيث كرر هذا الشطر:

فاسقنيها أنت يا أندلسيه


١ "الروائع لشعراء الجيل" ج١ - محمد فهمي. "القاهرة" ص١٢.
٢ ليالي الملاح التائه "القاهرة ١٩٤٠" ص٧٣.
٣ زهر وخمر "القاهرة ١٩٤٣" ص٦.
٤ شرق وغرب "القاهرة ١٩٤٧" ص٥٣.

<<  <   >  >>