وترد للحارث بن حلزة اليشكري قصيدة ذات تشكيلة أخرى هي "متفاعلن متفاعلن فعلن" وهذا نموذج منها:
لمن الديار عفون بالحبس ... آياتها كمهارق الفرس
لا شيء فيها غير أصورة ... سفع الخدود يلحن كالشمس
فحسبت فيها الركب أحدس في ... كل الأمور وكنت ذا حدس
وإنه لواضح أن التشكيلتين:
متفاعلن متفاعلن مفعولن
متفاعلن متفاعلن فعلن
لم تعودا تشكيلتين صافيتين، على الرغم من أنهما كليهما تنتميان إلى البحر الكامل ذي الوزن الصافي في أساسه. والصحيح أن هاتين التشكيلتين تدخلان تحت نطاق ما سميناه بالبحور الممزوجة وتخضعان لقانونها الذي شرحناه سابقًا. ومعنى ذلك أن التفعيلة المنفردة الطارئة على آخر التشكيلتين ينبغي أن تكرر في ختام كل شطر من أشطر القصيدة الحرة. وإنما التنويع في العدد مقصور على التفعيلة "متفاعلن" التي وردت أكثر من مرة في الشطر الأصلي. وهذا مثال: