للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين هنا أنه ليس المعول عليه سياقة القول بسنده، وإنما المهم صحة هذا المسند سواء سيق أم لا.

قال رحمه الله: "فكم من سند موصول برواية كذاب أو متروك أو فاحش الغلط، وكم من خبر يذكر بغير سند، وينبه على أنه من تصنيف فلان مثلًا بسند قوي ... "١.

وبعد هذا انتقد الواحدي في شيء آخر وهو ظاهر كلامه يدل على أنه استوعب ما تصدى له والواقع أنه قد فاته منه شيء كثير.

ولما رأى ابن حجر أن الناس قد عكفوا على كتابه، وسلموا له الاستبداد بهذا الفن من فحوى خطابه، دفعه كل هذا إلى تأليف كتابه هذا، وقد بيَّن الركائز الأساسية في منهجه، وهي:

الركيزة الأولى:

قال رحمه الله: "فلما رأيت الناس قد عكفوا على كتابه ... تتبعت -مع تلخيص كلامه- ما فاته محذوف الأسانيد غالبًا، لكن مع بيان حال ذلك الحديث من الصحة والحسن والضعف والوهاء قصد النصح للمسلمين وذبًّا عن حديث سيد المرسلين، ولا سيما فيما يتعلق بالكتاب المبين"٢.

قالكتاب -إذن- قائم على أمرين:

الأمر الأول:

تتبع ما فات الواحدي -مع تلخيص كلامه- وقد أورد في الصفحة "١٢٦" حديثًا أسنده الواحدي ثم قال: "وهذا الحديث مع إرساله ضعيف السند من


١ المصدر السابق.
٢ "العجاب" "ص٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>