للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة البقرة]

١- قوله ز تعالى: {الم} .

قال شيخ شيوخنا أبو حيان١ في "البحر"٢: "قال قوم: إن المشركين لما أعرضوا عن سماع القرآن نزلت ليستغربوا ذلك فيفتحون لها أسماعهم فيستمعون القرآن لتجب عليهم الحجة"٣. قلت: وقد حكى نحو ذلك أبو جعفر الطبري٤، وتبعه ابن عطية٥ حيث جمع الاختلاف في المراد بالحروف المقطعة أول السور٦.


١ هو الإمام العلامة ذو الفنون حجة العرب: محمد بن يوسف الأندلسي قال الذهبي: "عالم الديار المصرية وصاحب التصانيف البديعة ولد سنة "٦٥٤هـ" وتوفي في القاهرة سنة "٧٤٥" انظر "المعجم المختص بالمحدثين" "ص٢٦٧-٢٦٨" وترجمه الحافظ في "الدرر الكامنة" "٥/ ٧٠-٧٦".
٢ "البحر المحيط" "١/ ٣٤" وهو من مروياته انظر كتابه "المعجم المفهرس" "ص٣٤٦" من المخطوط.
٣ ثم قال في "١/ ٣٥": "والذي أذهب إليه أن هذه الحروف التي في فواتح السور هو المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، وسائر كلامه تعالى محكم، وإلى هذا ذهب أبو محمد علي بن أحمد اليزيدي وهو قول الشعبي والثوري وجماعة من المحدثين ... " وهذه الأسماء أخذها من "المحرر الوجيز" لابن عطية "١/ ١٣٨" ولم يشر، اكتفاء بما قاله في مقدمته من اعتماده عليه.
٤ انظر تفسيره "١/ ٢١٠".
٥ هو الإمام العلامة شيخ المفسرين أبو محمد عبد الحق بن أبي بكر غالب المحاربي الغزناطي مولده سنة "٤٨٠" ووفاته سنة "٥٤١" انظر ترجمته في "السير للذهبي" "١٩/ ٥٨٧-٢٨٨" ولابن تيمية كلام على تفسيره "المحرر الوجيز" انظره في الفتاوى "١١٣/ ٣٦١ و٣٨٨". وهو مرويات الحافظ انظر "المعجم المفهرس" "ص٣٤٥".
٦ انظر "المحرر الوجيز" "١/ ١٤٠" وقد ذكر في تفسيرها اثني عشر قولًا، المذكور هنا آخرها ولا بد من القول أن سورًا كثيرة نزلت بمكة تبدأ بالحروف المقطعة، وليست البقرة أول سورة تبدأ بذلك، وإذا كان هذا القول يصح على تلك السور فإنه لا يصح هنا والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>