لم يفرد المؤلف لبيان آرائه في قضايا علم أسباب النزول فصلًا يوردها فيه وقد قمت بتتبع كلماته وإيراده الروايات لأقف على ذلك، فكان لدي ما يأتي.
١- مفهوم سبب النزول عنده:
لم أجده يصرح بهذا المفهوم في شيء من كتابه، إلا أنه من خلال انتقاده للواحدي نعلم أنه يفرق بين سبب نزول الآية على النبي صلى الله عليه وسلم وبين سبب الحوادث أو الأمور التي اشتملت عليها الآية.
وتوضيح هذا أنه قال في الآية "٢٥٥" من سورة البقرة وهي {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَه} :
"قال الثعلبي: قال المفسرون: سبب نزولها أن الكفار كانوا يعبدون الأصنام ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله فانزل {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إلى آخرها فبين الله أن لا شفاعة إلا لمن أذن له.
هذا يصلح في هذا الكتاب، وأما الذي قبله فليس هو سبب نزولها على النبي، وإنما هو سبب محصل ما اشتملت عليه على موسى١، وقد ذكر الواحدي نظائر لذلك وليس من شرطه ... " وهذا الذي قبله هو ما أورده في قوله تعالى: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} إذ قال: "أخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم ... عن سعيد "بن جبير" قال: قالت بنو إسرائيل لموسى: هل ينام ربك؟ قال: فقال موسى: اتقوا الله، فقالوا: أيصلي ربك؟ قال: