للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحزاب، وهم الذين قال الله تعالى فيهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار} ١ وقال غيره: أنزلت في مشركي العرب من قريش وغيرهم٢.

ويوافق قول الكلبي ما أورده ابن إسحاق عن ابن عباس بالسند المذكور في المقدمة قال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} بما أنزل إليك وإن قالوا إنا قد آمنا بما جاءنا من قبلك {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُم} لأنهم كفروا بما جاءك وبما عندهم من ذكرك مما جاءهم به غيرك فكيف يسمعون منك إنذارا وتحذيرا وقد كفروا بما عندهم من علمك٣.

وقال علي بن أبي طلحة٤ عن ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص أن يؤمن جميع الناس ويبايعوه٥ على الهدى، فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا مَنْ


١ ذكره أبو حيان في "البحر" "١/ ٥٠" وتسلسله عنده الثاني وهو نفس القول الماضي الذي ذكره برقم الرابع، وكل ما هنالك أنه قسمه إلى قسمين: قادة الأحزاب وأصحاب القليب، وفي هذا نظر. والآية من سورة إبراهيم "٢٨".
٢ ذكره في "البحر" "١/ ٥٠" وتسلسله "الخامس".
٣ الخبر في سيرة ابن هشام القسم الأول "ص٥٣١" في فصل "الأعداء من يهود" دون سند و"تفسير ابن أبي حاتم" "ص٤٢": وقد ذكر الخبر الطبري مفرقًا على فقرتين في "١/ ٢٥١ و٢٥٧" وابن كثير في "تفسيره" "١/ ٤٥"، والسيوطي في "الدر المنثور" "١/ ٢٩" والشوكاني في "فتح الباري" في "فتح القدير" "١/ ٢٨".
ولم يلتزم ابن حجر بالنقل الحرفي، بل حذف وقدم وأخر.
٤ فيما يرويه الطبري "١/ ٢٥٢" وهو عند ابن كثير "١/ ٤٥" والسيوطي "١/ ٢٨-٢٩" والشوكاني "١/ ٢٨" ونسباه إلى ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي ولم أجده في "تفسير ابن أبي حاتم"، هذا، وقد تصرف ابن حجر في النقل بالاختصار.
٥ في المصادر المذكورة: يتابعوه وكلا الوجهين جائز لكنه بالتاء أرجح.

<<  <  ج: ص:  >  >>