الأسانيد والرواة، وبيان الوصل والإرسال والنكارة والشذوذ وغير ذلك، وقد قدم في المقدمة "فصلًا جامعًا" عن حال المفسيرين وطرق التفسير أغناه عن كثير من التكرير، وهو فصل مهم جدًّا يهدي المشتغل بالتفسير وغيره في رجوعه إلى التفاسير وإفادته منها.
٢- أننا نجد في هذا الكتاب نقولًا من تفاسير تعد الآن مفقودة كتفسير الفريابي، وسنيد، وإسحاق بن راهوية، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ ابن حيان وابن شاهين، وابن مردويه وغيرهم ونقولًا من تفاسير لم تطبع إلى الآن كتفسير يحيى بن سلام، وعبد الرزاق، والثعلبي، "الوسيط" للواحدي، وابن ظفر، والمرسي، وغيرها، ونقولًا من كتب السنة كثيرة ومنها ما هو مفقود الآن أو مخطوط أيضًا، وفي الوقوف على هذه النصوص فائدة كبرى للباحثين والدارسين ومتعة لا تقدر.
٣- ضرورة العناية بتراث ابن حجر المخطوط والمطبوع على حد سواء ففي كل شيء كتبه فائدة يتعين الوقوف عليها والإفادة منها، وما يزال عدد من مؤلفاته -التي وصلت إلينا- راقدًا على رفوف الخزائن لم ير النور.
وكثير مما طبع منه بحاجة إلى إعادة طبعه محققًا مفهرسًا يبين منهجه وتُستخرج موراده ويُشار إلى فوائده. ومن هذا المطبوع:"فتح الباري" و"التلخيص الحبير" و"تهذيب التهذيب" وغيرها.
٤- أن هذا الكتاب يبحث في موضوع مهم يتعلق بالقرآن الكريم وهو علم أسباب النزول الذي يبين لنا الظرف الزماني والمكاني لنزول الآية، وما بي من حاجة هنا إلى بيان أهمية هذا العلم، إذ تكلمت على ذلك في الدارسة التي صدرت بها الكتاب.
وحسبي أن أستأنس هنا بالرواية التي تقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرم عبد الله