للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول: هذه امرأة حامل، بلغت في حملها سبعة شهور ونصف، وعندما أجرت فحوصات طبية وأشعة استعداداً للولادة قال لها الأطباء: أن الجنين خلايا المخ عنده غير نامية، ولذلك فإن حياته لن تستمر بعد الولادة إلا ساعات، كما أن به عدة تشوهات، واقترح بعضهم عليها أن تجري عملية إجهاض، فهل يجوز لها ذلك مع كون الجنين به حياة؟

هذه نفس منفوسة، فلا يجوز إسقاط جنين بعد الأربعين، قبل الأربعين يجوزه أهل العلم بدواء مباح، لا يضر بالمرأة، وينبغي أن يقيد ذلك بالحاجة؛ لأنه لو أطلق جواز الإسقاط لصار في ذلك عوناً على الفجار؛ لأن كلاً من الزاني والزانية عند إرادة مزاولة الفاحشة يحسبون ألف حساب للحمل، فتجويز الإجهاض ولو قبل الأربعين بإطلاق عون لهم على انتشار هذه الفاحشة، فلا يجوز حينئذٍ، قد يقول قائل: إن من يمارس هذه الفاحشة لن يسأل هل يجوز أو لا يجوز؟ نقول: لا نكون عوناً لهم على ذلك، أما كونهم يزاولون هذه الفاحشة .. ، ويزيدون عليها أيضاً إسقاط هذه النفس التي كتبها الله -جل وعلا- مثل هذا لا شك أنه إعانة وتعاون على الإثم والعدوان، هذا الجنين الذي بلغ سبعة أشهر ونصف إنسان كامل له من الحقوق ما لغيره، ما دامت الروح في الجسد لا يجوز الاعتداء على النفس، وإذا أسقط ففيه قرة عبد أو أمة تبلغ قيمته عشر دية أمه، ولا يجوز بحال مهما قيل عنه ما دامت الروح في الجسد، وكونه به عدة تشوهات أين الصبر على القضاء؟ أين الاحتساب؟ أين البحث عن الأجور في مثل هذه المصائب؟ به تشوهات يقول الأطباء: لن يستمر بعد الولادة إذا مات بقدر الله -جل وعلا- ما يلام أحد؛ لكن يكون المسلم سبب لقتل هذه النفس لا يجوز له ذلك بحال، تنتظر حتى تلد، وتؤدي ما له عليها، ولو نالها مشقة؛ لأنها مصيبة من المصائب، هذا إن صحت أقوالهم، كثيراً ما يقولون بعض الأشياء، ولا يظهر لها حقيقة هي ظنون؛ لكن إن صحت أخبارهم هي لا شك أن أولاً هي ظنون، وإن ثبت ذلك حقيقةً، وظهر ذلك في الواقع بهذه الصورة التي صوروها، لا شك أن الصبر على مثل هذا تحصيل لأجورٍ عظيمة، ورضاً بالقدر، والله المستعان.

طالب:. . . . . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>